صنعاء – سحر علوان :
بعد إحجام اليمنيين على زراعة البن، بدأت مجموعات شبابية تعمل على توعية المزارعين بأهمية زراعته، لاستعادة الدور الريادي لليمن بتصدير البن.
ومن تلك مجموعة حراس البن (كيان إلكتروني طوعي مهتم بالتوعية بزراعة البن)، وأول من دعا لأن يكون 3 مارس 2019 يومًا وطنيًا للبن، وسعى لإنجاحها وتفعيلها. كما تعمل مجموعات شبابية ومبادرات وشركات خاصة على تشجيع زراعة البن في اليمن، من خلال إقامة الفعاليات التي تجمع منتجي وتجار ومزارعي البن والمهتمين والمختصين بهذا الجانب، تحت سقف واحد.
وقال الدكتور إسكندر الشدادي، رئيس رابطة الطلاب اليمنيين في مقاطعة كالوجا بروسيا، لـ”المشاهد”: “تحتفي الرابطة للسنة الثالثة على التوالي بمهرجان تذوق القهوة اليمنية والمطبخ اليمني، بحضور أشخاص من 17 جنسية عربية وأجنبية”.

وأضاف الشدادي: “هذه الفعالية تعني لنا الكثير، ولا بد للعالم أن يعرف أن القهوة أصلها يمني، وهي شيء كبير بالنسبة لنا كيمنيين خارج اليمن، ومن خلال هذه الفعالية استطعنا أن نوصل هذه الرسالة للمجتمع المحيط بنا”.
وقالت عضو لجنة احتفالات عيد موكا الرابع، أسماء الشيباني، لـ”المشاهد“: “شارك جناح حراس البُن ضمن مهرجان القهوة الذي يقام في القاهرة، بحضور أكثر من 40 شركة منتجة للبن من دول مختلفة”.
وأضافت أن فعالية تذوق البن في إكسبو دبي، حيث الجاليات المختلفة، وكذلك فعاليات تذوق أقامها عدد من سفراء موكا في دول مختلفة تجاوزت 17 دولة منها روسيا الاتحادية وماليزيا والهند واسكتلندا وبريطانيا والبحرين والسودان وهولندا وغيرها من الدول.
ثقافة وأصالة
وشهد عيد موكا هذا العام تفاعلًا محليًا ضخمًا تمثل في الأنشطة التي نظمتها وحدة البُن من معرض للشركات المنتجة، وكذلك التحضيرات لتنظيم أول مزاد للبن، وتعد هذه الخطوة قفزة نوعية جاءت نتاج الجهود التي بذلها حراس البُن خلال السنوات الماضية، لرفع الوعي حول أهمية العودة إلى زراعة البن، بحسب الشيباني.
ويهدف المهرجان إلى إعادة ثقافة القهوة اليمنية في أوساط المجتمع اليمني الذي غُيبت عنه فترة من الزمن، حتى أصبح لا يستخدم إلا 10% أو أقل مما ينتج من بُن في داخل الوطن، حد قول رئيس اتحاد منتجي البن، محمد حسن عثمان، لـ”المشاهد”، مضيفًا: “هذا المهرجان عبارة عن حُزمة من الأنشطة، لكل نشاط هدفه الخاص، ومن هذه الأنشطة المعرض التسويقي الذي سيستمر حتى الثامن من مارس”.
وعُرضت في المهرجان أنواع مُختلفة من البن لمناطق مُختلفة بجودات وأذواق مختلفة، ومن هذا المُنطلق كان الإقبال كبيرًا جدًا، وكان هناك تفاعل من الجهات الرسمية.
وأشار عثمان إلى تنامي الوعي بأهمية زراعة البن، إذ يشعر أفراد المجتمع بأهمية هذا المنتج القومي الاستراتيجي، والذي يُعد من أهم المحاصيل الزراعية.
ويقول رائد الأعمال، ورئيس شركة موكاهانترز حسين أحمد ، لـ”المشاهد”: “البن اليمني سفيرنا في الخارج منذ فترة طويلة، وهو أفضل من يمثل اليمن إنسانًا وحضارة، ومبادرة جميلة أن تقوم مجموعة من الطلاب والمتفاعلين بهذه الأنشطة خارج اليمن”.
وتعد مديرية حراز بمحافظة صنعاء، المُبادرة في استبدال أشجار البن بأشجار القات في مساحاتها الزراعية، فكانت الملهمة التي أعادت جزءًا كبيرًا من تشجيع زراعة البن في أراضيها، برغم التوجه لكل المحافظات.
جلسات تذوق
من ضمن أنشطة فعاليات اليوم الوطني للبن اليمني، جلسات التذوق التي ابتدأت من أول أيام المهرجان في الثالث من مارس، وتستمر حتى ختام المهرجان.
وتقام جلسات التذوق تحت إشراف مختصين لمن أراد أن يميز بين نكهات البُن وتذوق البُن “الحرازي، الحيمي، الريمي، الآنسي، الخولاني، الحواري”. ومن خلال هذه النكهات تتعدد الأذواق والمسميات ومنطقة الزراعة بحسب المدن اليمنية.
وسيتم فتح أسواق ونقاط بيع جديدة، في المزاد الوطني الأول للبن، لتعريف العالم بقيمة البن اليمني وجودته، حد قول عثمان. مؤكدًا على تراجع صادرات البن من 60.000 طن إلى 3000-4000، بسبب تعرض القطاع للتدمير الممنهج خلال الفترات السابقة.