صنعاء – محمد عبدالله

أعلنت جماعة الحوثي عن تدشين ما أسماها “حملة إعصار اليمن”؛ لحشد المقاتلين وجمع التبرعات المالية لمواجهة ما وصفتها بـ”العدوان” (إشارة إلى التحالف العربي).

و”إعصار اليمن” هي عملية أعلنت عنها الجماعة في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، واستهدفت حينها الاراضي الإماراتية بطائرات مسيرة ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.

وذكرت وكالة “سبأ” التابعة للجماعة، أن رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” التابع للحوثيين، مهدي المشاط، شدد على ضرورة قيام السطات الخاضعة لسيطرتهم “بدورها بشكل فاعل في الحشد والاستنفار لمواجهة العدوان”.

وقال المشاط خلال اجتماع له مع قيادات مجلس النواب والقضاء الأعلى ومجلس الشورى الخاضعة للحوثيين في صنعاء: إن “هذه الحملة ستشمل كافة المستويات”، متهمًا التحالف بـ”تدمير المنشآت الخدمية”.

وتوعد بالرد القاسي على ما وصفها بـ”الجرائم الأمريكية” وفق الوسائل المتاحة، حد تعبيره.

من جهته قال رئيس مجلس النواب “التابع للحوثيين”، يحيى الراعي: إن “المجلس وجه أعضاءه بالنزول الميداني إلى دوائرهم للمساهمة في الحشد والتعبئة”.

تأتي حملة التحشيد بعد أسابيع من استعادة القوات الحكومية مناطق عدة من قبضة الحوثيين أبرزها مديريات بيحان، وعسيلان، وعين في شبوة (جنوب شرق)، ومديرية حريب في مأرب (شمال شرق)، والسيطرة مؤخرًا على أجزاء من مديرية حرض في حجة (شمال غرب).

ويرى مراقبون أن تحشيد الجماعة للقتال يشير إلى فصل جديد من التصعيد العسكري وعدم الاكتراث لجهود السلام التي يقودها الوسطاء الدوليون.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أعلن الثلاثاء أنه سيبدأ الأسبوع القادم جولة جديدة من المحادثات مع كافة الأطراف اليمنية.

وتتواصل المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين وسط دعوات دولية بخفض التصعيد وتحذيرات أممية من أن “الحرب لا تزال تهدد حياة الملايين في جميع أنحاء البلاد”، وفق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث.

وأفاد غريفيث الثلاثاء الماضي مجلس الأمن الدولي بـ”عدم وجود أي علامة على انحسار الأزمة في اليمن”.

وحتى نهاية 2021، أودت حياة 377 ألفًا، وبات معظم السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق الامم المتحدة.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، كثّف التحالف غاراته الجوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وذلك عقب إطلاق الجماعة صواريخ بالستية باتجاه أبوظبي ومناطق سعودية.

وحتى الآن فشلت التحركات الدبلوماسية للولايات المتحدة والأمم المتحدة في دفع أطراف الصراع إلى المفاوضات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.