عدن-عبدالرب الفتاحي

الادعاء

تدشين خدمة4G أغضب العدوان فقصف شبكات الاتصالات

الناشر

محمد علي الحوثي

26 سبتمبر نت – التابع للحوثيين

موقع الصمود

أفق نيوز

وطن نيوز

الخبر المتداول

نشر محمد علي الحوثي، وهو من القيادات الحوثية العليا والمرتبط بالعائلة الحاكمة، في تاريخ 9 يناير 2022، تغريدة على موقع “تويتر”، قال فيها إن الانتصار الذي حققه قطاع الاتصال في اليمن بتدشين خدمة 4G أغضب العدو -في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات- فقام بقصف شبكة الاتصال.

وجاء في التغريدة: “في حين يمنع تركيب المحطات ويستمر بحجزها في حضرموت، ويستمر بتدمير ما ليس تحت سيطرة الاحتلال، مع أنها أهداف مدنية خدمية لجميع الشعب اليمني، إنه إجرام وإرهاب دول العدوان الأمريكي”.

التغريدة نشرها العديد من المواقع الإخبارية التابعة والموالية لجماعة الحوثي.

تحقق المشاهد

من خلال التحقق الذي قام به “المشاهد“، تبين أن الادعاء مضلل، حيث مارس محمد علي الحوثي تضليله عند تناوله لواقع الاتصالات والجيل الرابع في اليمن، والذي يجري الحديث عن تدشينه، لكن ما أراده الحوثي من خلال مغالطاته هو إشعار وإيهام اليمنيين عن محاولة جماعة الحوثي تطوير قطاع الاتصال وإدخال الـ4G، بينما ترفض دول التحالف العربي ذلك، وتقف أمام هذا الإنجاز، حد وصفه.

فمنذ وصول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء وسيطرتهم على الدولة وقطاع الاتصالات، ومع استمرار الحرب في اليمن للسنة السابعة، فإن ذلك انعكس سلبًا على الاتصالات بشكل أكبر، حيث أدى انقسام اليمن سياسيًا واقتصاديًا وجغرافيًا إلى إلحاق الضرر على واقع الاتصالات ككل، وتزايد مشاكل هذا القطاع، وتدهور البنية التحتية للاتصالات، وغياب الصيانة للأبراج، مما أدى إلى تراجع الاتصالات وانعدامها في الكثير من المحافظات اليمنية.

في الواقع، فإن ما يعانيه قطاع الاتصالات من تدهور يعود بالأساس لتحويل جماعة الحوثي هذا القطاع ليكون ضمن سيطرتها، والاستفادة منه في الجوانب العسكرية والمالية، وتحكمها على اتصالات اليمن بشكل كامل، وذلك بعد أن قضت على القطاع الخاص، المالك لشركات الاتصال مثل سبأفون، وانسحاب MTN من اليمن، وسيطرة جماعة الحوثي على شركة يمن موبايل.

وتعد تغريدة الحوثي حالة تضليلية لا تمس الحقيقة، ولا ترتبط بها، وفق العديد من الاستنتاجات والظروف، ومنها أن شركات الاتصال الخاصة ليست قادرة على القيام بدورها الطبيعي والقانوني في اليمن، وذلك نتيجة الحرب، وتدهور الوضع الأمني، والانقسام السياسي والجغرافي، وانهيار الواقع الاقتصادي، مما ساعد على غياب أي توجهات أو سياسات أو استثمار في قطاع الاتصالات، وهذا خلق العديد من المشاكل لدى شركات الاتصالات رغم محدوديتها في توفير الخدمات، ومع وجود هذه الشركات تحت سيطرة الحوثيين، فإن ذلك أعاق نشاطها، ومنعها من تطوير كل الوسائل والإمكانيات الخاصة بها، وتعامل الحوثيين مع الشركات وفق سياسة الإخضاع وإجبارها على التعاطي معه بعيدًا عن وجود القوانين المنظمة.

لكن يمكن إيجاز طبيعة التضليل الذي حاول محمد علي الحوثي أن يخدع الكثير ويحوله إلى حقيقة، بينما لا يمكن للجيل الرابع من الاتصال أن ينجز في اليمن، بحسب خبراء الاتصال، في ظل الظروف والواقع الحالي، وفي الإمكانيات المحدودة، وتأثير الصراع والحرب والانقسام، وهذا في حد ذاته يفشل أية خطط في واقع الاتصالات، ويمكن تحديد الأسباب كالآتي:

  1. قامت جماعة الحوثي بتفكيك قطاع الاتصال، وهذا ما تسبب بإلحاق أضرار كبيرة في بنيته التحتية في مختلف المناطق اليمنية، حيث إن خضوع شركات الاتصالات وبنية الاتصال التابعة للدولة للحوثيين، أدى لتدهور وضعها وإمكانياتها، ولم تعد قادرة على تطوير مشاريعها وإدارة إمكانياتها وتحقيق الاستقلال المالي والإداري، وأسهم عدم إنفاذ القوانين التي تحمي تلك الشركات في تجاوزات ونهب الحوثيين لها في الوضع الراهن.
  2. حاول الحوثي أن يؤدي عملًا تضليليًا لا يدرك حتى هو أساس وطبيعة وإمكانية وجود الجيل الرابع من الاتصال، فهو لا يدرك أن أي جيل في منظومة الاتصال الصاعدة تحتاج إلى إمكانيات تقنية ومالية واقتصادية هائلة، وأن كل جيل في منظومة الاتصال يختلف عن الجيل الذي سبقه في وظائفه وإمكانياته وتطوره، إذ إن الجيل الرابع له معداته ووسائله التقنية وبنيته التحتية المتطورة لما سيوفره من خدمات كبيرة في مجال الإنترنت والاتصال.
  3. أدت السيطرة غير المنظمة وغير القانونية من قبل جماعة الحوثيين على شركات الاتصالات، وإمكانيات الاتصال التابعة للدولة، لتحقيق مصالح الجماعة، والتركيز على الجوانب المالية دون أن تكون لديها أية خطط لتنظيم وتطوير قطاع الاتصالات، وتحقيق استقلاله وعدم التدخل في شؤونه المالية والإدارية.
  4. استحالة وجود الجيل الرابع من الاتصالات في اليمن بشكل واسع وفعال، لظروف الوضع السياسي وتفكك الدولة، وانهيار البنية التحتية في مجال الاتصالات، وعدم وجود الصيانة للأبراج، ونشر العديد منها في المناطق التي لا تتوفر فيها خدمات الإنترنت والاتصالات أيضًا.

ما قام به محمد علي الحوثي من الإعلان عن تدشين الجيل الرابع، هو تضليل يحمل نوعًا من الوهم، أو الغرض منه صناعة الإنجاز السياسي، فهو وإن تحدث عن الجيل الرابع، لكنه في الأصل تحدث دون وجود الضمانات القانونية المالية والتقنية والاقتصادية، ولم يحدث أن تم الإعداد لخطط ومراحل البناء وتعزيز الشبكة الجديدة الداعمة للجيل الرابع، والبديل عن الجيل الثالث، لأن وجود تقنية جديدة من الاتصال، لا يمكن أن تحدث أي فارق في تحسن خدمات الإنترنت والاتصال.

تعد خدمة الاتصالات والإنترنت في اليمن هي الأسوأ من بين دول العالم، والأكثر تكلفة، بخاصة في ظل تراجع الخدمة وانقطاعها، والضعف الكبير في الإنترنت، مع انهيار الاقتصاد اليمني ودخول البلد في صراع.

ويكمن الفرق بين خدمة الجيل الثالث3G والجيل الرابع 4G ، حيث تعتبر السرعة 144 كيلو بايت/ في الثانية، وهي الحد الأدنى للسرعة التي يتخذها الجيل الثالث في نقل البيانات، وبالرغم من أن الجيل الرابع هو الأحدث، إلا أنه ليس دائمًا الأسرع، ويعزى ذلك إلى عدم وفرة كافة متطلبات الاتصال بالشبكة الأخيرة بشكل كافٍ.

السياق الزمني

تأتي تغريدة محمد علي الحوثي في وقت بدأت فيه بعض شركات الاتصالات الإعلان عن إدخال الجيل الرابع إلى اليمن، مثل “يمن موبايل”، التي أعلنت عن تدشينها الخدمة في مطلع يناير الجاري، بأمانة العاصمة صنعاء. كما أن توقيت هذه التغريدة يأتي في ظل المحاولات المتزايدة التي يقوم بها العديد من اليمنيين للمطالبة بنقل الاتصالات، من مناطق سيطرة الحوثيين إلى مناطق تقع تحت سيطرة حكومة هادي. تزامنت تغريدة الحوثي أيضا مع قصف للتحالف بقيادة السعودية استهدف مقرات شركة الإتصالات اليمنية في الحديدة، صنعاء وصعدة.

المصادر

وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة للحوثيين – موقع عربي – e-تغريدة محمد علي الحوثي على “تويتر” – التحليل النقدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.