عدن – وداد ناصر

ظهر حساب على موقع “فيسبوك” في مطلع ديسمبر من العام الماضي 2021 يحمل اسم “احمد غالب المعبقي- محافظ البنك المركزي اليمني” وهو اسم محافظ البنك المركزي فرع عدن التابع للحكومة اليمنية.

ولدى الحساب -الذي ينتحل شخصية محافظ البنك المركزي بعدن- أعداد كبيرة من المتابعين، بلغت 56 ألف متابع، ويعمل الحساب على نشر أخبار تتعلق بقرارات البنك المركزي وعن الاقتصاد وانهيار العملة في مناطق الحكومة. كما ينشر الحساب بيانات لا أساس لها من الصحة، ويقوم الكثير من المتابعين ومواقع إخبارية بمشاركة هذه الأخبار والمنشورات معتقدين أنها تعود لمحافظ البنك، و يتناقلونها عبر صفحاتهم كمصدر.

رابط صفحة بإسم محافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي “المزورة”

الادعاء

وصول وديعة سعودية إلى البنك المركزي بعدن

الناشر

حيروت

المشهد اليمني

أخبار الخليج

ملاحم الإخبارية

موقع اليمن السعيد

موقع معين برس

أخبار اليمن

24بوست

الخبر المتداول

نشرت المواقع أعلاه، في 2،3 فبراير الجاري، خبرًا تم نقله من صفحة على موقع “فيسبوك” باسم محافظ البنك المركزي بعدن أحمد المعبقي، جاء فيه أن محافظ البنك المركزي اليمني التابع للحكومة الشرعية، الدكتور أحمد غالب المعبقي، زف بشرى سارة للشعب اليمني بشأن تحسن قيمة الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.

وبحسب الخبر المتداول، أن “المحافظ المعبقي أكد في منشور على الفيسبوك، وصول الوديعة السعودية إلى البنك المركزي اليمني بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن”.

وقال محافظ البنك في بيان مقتضب: “وصلت الوديعة السعودية ترقبوا تحسن كبير في سعر العملة الوطنية”.

وتزامن إعلان وصول الوديعة السعودية، مع إعلان البنك سعرا تأشيريا لمتوسط أسعار صرف العملات الأجنبية الرئيسة عند 1045 ريالا لشراء الدولار، و1085 للبيع، بينما حدد سعر الريال السعودي عند 285 للبيع 275 للشراء.

تحقق المشاهد

بعد تحقق “المشاهد”، تبين أن خبر وصول وديعة سعودية إلى البنك المركزي بعدن  مفبرك ولا أساس له من الصحة، كما أن المنشورات التي يتم نشرها وتداولها بصفحة ” أحمد غالب المعقبي/محافظ البنك المركزي اليمني” هي منشورات مضللة، تُنسب بإسم محافظ البنك المركزي فيما هي ليست له، حسب تصريح محافظ البنك.

 حيث نفى محافظ البنك المركزي التابع للحكومة أحمد غالب المعبقي في تصريح خاص لـ”المشاهد” التصريحات الواردة في الخبر المتداول، وأكد أنه لم يُصدر أي تصرحات مما جاء في المنشورات بالصفحة التي وصفها بـ”المزورة”.

وأكد أن جميع التصريحات المنشورة في صفحة الفيسبوك التي تنتحل شخصيته، وتُنسب إليه، مزورة، وأنها لا تمت إليه بصلة، وأضاف أن جميع حساباته على مواقع التواصل مغلقة.

وبالنسبة لخبر وصول الوديعة، لم يتم الإعلان عليه في أي موقع ووسيلة إعلامية رسمية سواء محلية يمنية أو خارجية سعودية، وهو ما يؤكد أن الخبر مفبرك.

الصفحة المنتحلة لشخصية المحافظ المعبقي، تنشر أخبارًا من وقت لآخر، حيث كان آخرها بتاريخ 2 فبراير الجاري، عن وصول وديعة سعودية إلى البنك المركزي بعدن، والذي تبين أنه كاذب.

رابط خبر وصول وديعة سعودية بتاريخ 2 فبراير2022

وفي 26 يناير الماضي، نشر منشور على صفحته قال فيه: “الريال سيتعافى والاقتصاد اليمني سينتعش

وكل مخالف وفاسد ومضارب بالعملة سيتم ردعه”. دون أن يعتمد على أية إجراءات أو مصادر، كما أن هذه الطريقة في الكلام لا تصدر عن مسؤول حكومي، فهناك مواقع رسمية للبنك والحكومة هي المسؤولة عن  نشر تصريحات المسؤولين، لكن المنشور حصل على تفاعل العديد من المستخدمين بلغ عددهم أكثر من أربعة آلاف متفاعل.

رابط منشور للصفحة المزورة بتاريخ 26 يناير 2022

وفي السادس من يناير الماضي، نشرت الصفحة ذاتها  منشورا مفاده، “بنك الكريمي والتضامن على رأس المتلاعبين و المضاربين بالعملة“.

حصل المنشور على أعداد كبيرة من التفاعلات بلغت أكثر من 2800 تفاعل.

رابط منشور لصفحة محافظ البنك المركزي بعدنالمزورةبتاريخ 6 يناير 2022

في ذات السياق نشر الصحفي المهتم بالشؤون الاقتصادية وفيق صالح عبر صفحته “بالفيسبوك” في تاريخ 20/1/2022 منشوراً يُندد فيه لأحد منشورات صفحة محافظ البنك المركزي( الصفحة المضللة) الذي نُشر بالتزامن مع منشور أحد الصحفيين وحيد الفودعي.


وقال صالح: “هذا أحد الحسابات الوهمية بإسم محافظ البنك المركزي، مضيفًا أنه دائماً ما يعيد نشر ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي.

ولفت أن هذه المنشورات المضللة تجد رواجًا كبيرًا من قبل الجمهور والمتابعين.

وأشار وفيق  إلى أنه سبق وأن أعاد هذا -الحساب الوهمي بإسم محافظ البنك المركزي-كتابة منشورات كتبها وفيق وأن هذا المنشور بالتحديد كتبه الصديق وحيد الفودعي قبل يومين من تاريخ نشر حساب المحافظ الوهمي، وهذا يوضح أن الحساب الوهمي أعاد نشر منشور مسبق من إحدى الصفحات.

وأكد وفيق في منشوره أن طريقة إعادة نشر منشور مسبق تعتبر طريقة ساذجة مُضيفًا “سنجد الكثير من المتابعين يروجون له بدون وعي، على الرغم من أنه مقال تحليلي، لا يصدر بهذه الطريقة عن مسؤول حكومي أو مصادر رسمية”.

رابط أحد منشورات الصحفي الاقتصادي وحيد الفودعي بتاريخ 18 يناير 2022، قبل يومين من إعادة نشره من قبل صفحة محافظ البنك المركزي”المزورة”.

أسباب وأهداف


يقول الصحفي وفيق صالح “للمشاهد”، إن سبب انتشار وإنشاء مثل هذه الصفحات المزورة يعود إلى اعتقاد القائمين عليها أو من يقف وراء تزويرها ، أن مثل هكذا ممارسات، تلقى رواج وانتشار كبير بين أوساط الجمهور والمتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي تسهل عملية نشر الأخبار المضللة، والشائعات.

وأضاف صالح أن الهدف من ذلك، هو التأثير على مسار القطاع المصرفي، وأسعار الصرف، وأداء البنك المركزي، وقيمة العملة الوطنية، بما يخدم أهداف وأغراض القائمين على تزوير هذه الصفحات.

وهو بالمحصلة يعكس فوضى وعشوائية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن، وانحراف مسار استخدامها، في اتجاهات غير سليمة، لا تخدم تقديم معلومة موثقة، وصحيحة. بحسب وفيق.


وعي وعواقب


وقال رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر “للمشاهد”: إن استمرار حملات التضليل بهذا الشكل يعد أمرًا مؤسفًا، مضيفًا “في تصوري هذا الأمر مقصود متعمد من بعض الأطراف التي تريد إثارة نوع من البلبلة حول أسعار الصرف، وعمليات المضاربة، ولا يستبعد أن أطراف لها علاقة بتجار العملة هم من يقومون بإدارة وتمويل مثل هذه الصفحات”.

وأوضح نصر أنه توجد مشكلة لدى المتابعين ومستخدمي وسائل  التواصل الاجتماعي ، وهي عدم الوعي بأهمية البحث عن المصدر الموثوق، أو التأكد من مصداقية هذه الصفحات أو بعض المواقع الإلكترونية.

وأشار إلى أنه مثل هذه القضايا تحتاج إلى نوع من التثقيف والوعي الكامل بأهمية تمييز  المصادر الرسمية والمضللة. وقال نصر أن تزوير صفحة باسم محافظ البنك المركزي يؤثر سلبًا على الأوضاع والسياسات الاقتصادية، إذ يفترض أن هناك جهات تضبط هذه العملية وتراقبها بحسب نصر.

وأضاف “شعبيًا ومجتمعيًا هناك جهود من قبل المنظمات في المجتمع المدني، والمنصات المعنية برصد الشائعات، وهذا أمر إيجابي ولا بد أن يكون هناك وعي مجتمعي، ووعي لدى جمهور وسائل التواصل الإجتماعي بتجنب مثل هذه الصفحات المزورة.”

ويقول  نصر أنه لابد من وجود مسؤولية على الجهات الرسمية للعمل بشفافية والتوضيح بين فترة وأخرى من من القنوات الرسمية وترويج الصفحات الرسمية الموثقة  التابعة لهم، وبالتالي عدم ترك المجال لمثل هذه الصفحات المضللة وصانعي الشائعات أن يستفردوا بالجمهور، نظرًا لغياب المؤسسات عن الساحة.

رابط الموقع الرسمي للبنك المركزي اليمني بعدن

السياق الزمني


يأتي تداول الخبر في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع الأسعار وتزايد شكوى المواطنين، وكذلك قرارات البنك المركزي اليمني بعدن بإغلاق عدد من شركات الصرافة في العديد من المحافظات اليمنية.

وجاء إنشاء صفحة مزورة باسم محافظ البنك المركزي المعبقي بعد أن صدور قرار رئاسي بإعادة هيكلة البنك المركزي اليمني في مطلع ديسمبر الماضي2021، والذي تزامن معه هبوط في سعر صرف العملات الأجنبية أبرزها الدولار والسعودي أمام الريال اليمني خلال ساعات فقط من إعلان القرار.

المصادر


محافظ البنك المركزي اليمني – رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي -الصحفي الاقتصادي وفيق صالح – صفحة وحيد الفودعي على فيسبوك- موقع البنك المركزي اليمني بعدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.