صنعاء – علي مقبل
الادعاء
مطاعم صنعاء تستخدم الخيول لتوصيل وجبات الطعام
الناشر
الخبر المتداول
نشرت مواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية على صفحاتها في “الفيسبوك” بتاريخ 2 فبراير 2022 أخبارًا تفيد استخدام مطاعم يمنية بالعاصمة صنعاء الخيول لتوصيل الطعام للزبائن ” الدلفري” نظرًا لتفاقم أزمة الوقود في صنعاء ومدن سيطرة جماعة الحوثي.
وقال الادعاء إن انعدام المشتقات النفطية بصنعاء تسببت بشلل تام بحركة المواصلات وهو ما دفع ملاك المطاعم لابتكار طريقة جديدة من خلال استخدام الخيول لأول مرة في تاريخ اليمن من أجل توصيل الطلبات الى المنازل.
تحقق المشاهد
بعد تحقق “المشاهد” من الادعاء المتداول عن استخدام مطاعم في صنعاء الخيول في توصيل وجبات الطعام للزبائن، تبين أنه مضلل، حسب النزول الميداني لمراسل المشاهد. فبحسب الرصد الميداني للتحقق من صحة استخدام الخيول لم يتم رصد أي استخدام للخيول في توصيل الطلبات في أي من المطاعم المنتشرة في “التحرير، حدة، الزبيري، والستين” وهي المناطق الأكثر تواجدًا للمطاعم بصنعاء.
كما أن المطاعم نفسها لا تقدم خدمة التوصيل بل تقوم بذلك شركات خاصة تعمل كوسيط بين المطعم وبين طالب خدمة الطعام ويتم التوصيل عبر الدرجات النارية والهوائية بحسب ما يملكه العامل نفسه ” دراجة هوائية أو نارية” .
وقد تبين أن شركة “توصيل” هي الجهة التي استخدمت عدد من الخيول لتوصيل طلبات بعض الزبائن الذين طلبوا توصيل الطعام عبر الخيول ليوم واحد فقط، بهدف لفت أنظار العالم لأزمة المشتقات النفطية التي تعيشها صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين منذ مطلع العام الجاري. وهو ما كشفته الشركة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مساء الجمعة 4 فبراير، كما أكدت ذلك الجزيرة بلاس في صفحتها على الفيس بوك التي نقلت الخبر وأكدت أن العملية كانت ليوم واحد من أجل لفت الأنظار إلى أزمة المشتقات النفطية.

ويقول الصحفي المتخصص بتدقيق الحقائق عبد الرب الفتاحي، إن التضليل باستخدام الخيول عمل مقصود من قبل الحوثيين لترسيخ فكرة أنهم محاصرون وأن الوقود لا يصل إليهم نتيجة هذا الحصار وحتى يتعاطى معهم العالم بشكل أكبر.
ولفت الفتاحي إلى أن استخدام الخيول خلق تفاعلًا كبيرًا من قبل العديد من الجهات الدولية والمحلية، حيث لم يكن يعرف أن هذا العمل ممنهج وفي إطار خطة مرسومة، لكنه قدمت لاحقا نمطا جديدا على مدى سلوك الحوثيين في التضليل لبلوغ أهدافهم حتى وهم جزء من مشكلة انعدام الوقود.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي تمتلك العديد من وسائل الإعلام التي تساعدهم من تعزيز الواقع الذي يريدونه وإن كان غير حقيقيًا.
السياق الزمني
يأتي تداول الخبر في ظل أزمة الوقود التي تشهدها العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة جماعة الحوثي منذ مطلع العام الجاري 2022، والتي انعكست سلبًا على المواطنين في تلك المناطق وزادت من معاناتهم.
كما يأتي بعد إعلان الحكومة اليمنية، الثلاثاء 1 فبراير الجاري – أي قبل يوم واحد من نشر الخبر المتداول- السماح بدخول عدد من سفن النفط إلى محافظة الحديدة (غرب اليمن)، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وقال وزير الخارجية بحكومة الرئيس عبدربه هادي، أحمد عوض بن مبارك، في حسابه على موقع “تويتر”، إن “الحكومة اليمنية سمحت بدخول عدد من السفن الوقود إلى الحديدة استجابة لاحتياجات الصناعات التي تحركها الأعمال الإنسانية”.
المصادر
صفحة شركة “توصيل” على الفيسبوك – الجزيرة بلاس – صحفي متخصص في تدقيق الحقائق – وزير الخارجية بالحكومة