تعز – مجاهد حمود
أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تحقيق له عن ضرب التحالف السجن الاحتياطي الذي قتل فيه 91 معتقلًا وإصابة 236 شخصًا بجراح والذي كان يحوي 1,300 موقوفًا على ذمة المحاكمة، إضافة إلى 700 مهاجر في صعدة (شمال اليمن).
وقال “روبرت كولفيل” الناطق باسم المفوضية في تصريحات من جنيف إن مراقبين من مكتب الأمم المتحدة في اليمن زاروا صعدة لجمع المعلومات، والتي وصفها باليائسة بعد أن شن التحالف ثلاث غارات جوية متتابعة على نحو سريع، استهدف مرفقًا للاحتجاز يديره الحوثيون شمال مدينة صعدة؛ مما أدى إلى وفاة العشرات.
وأكد المتحدث باسم المفوضية “روبرت كولفيل” أنه لا علامات تدل على أن السجن موقع عسكري.. مشيرًا إلى أنه خلال الزيارة الأخيرة، لم يروِ أي علامات تشير إلى أن هذا الموقع، الذي كان سابقًا ثكنة، لا يزال يقوم بوظيفة عسكرية، مطالبًا التحالف بمشاركة معلوماته.
وأضاف “كولفيل” أن التحالف كرّر بالتحقيق في الضربات الجوية، وحثه على التأكد من أن التحقيق يتماشى مع المعايير الدولية ويتسم بالشفافية، ومستقل ومحايد؛ لتحديد سبب قصف السجن لضمان المساءلة الفردية عن أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وتحديد التدابير والإجراءات اللازمة لمنع مثل هذه الحوادث في المستقبل.
وعن غارات التحالف أوضح “كولفيل” أنه في عام 2021، سجلت الأمم المتحدة أقل من 600 غارة جوية في الشهر من قبل التحالف الذي تقوده السعودية في جميع أنحاء اليمن..منوهًا أنه في نفس العام 2021 كان هناك 340 هجومًا صاروخيًا وطائرات مسيّرة من قبل الحوثيين على السعودية.”
وبَيّن “كولفيل” بأنه حتى 26 كانون الثاني/يناير كانت هناك 1,403 غارات جوية للتحالف، و39 هجومًا عابرًا للحدود من قبل الحوثيين معظمها على السعودية، ولكن بعضها على الإمارات.
وأوضح أن من بين الحوادث التي وقعت هذا الأسبوع، إطلاق الحوثيين صاروخا أصاب طريق متعدد المسارات مقابل معسكر للجيش في مأرب وسقوط ضحايا بينهم ثلاثة مدنيين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أدان الضربات على مركز الاعتقال في صعدة، مُبينًا أن الهجمات الموجهة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي.. داعيًا إلى إجراء تحقيق سريع وفعال وشفاف في مثل هذه الحوادث لضمان المساءلة.
وقال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات “توفيق الحميدي: “إن سام وثقت استهداف التحالف لعدد من السجون والمعتقلات، منها قصف سجن الحديدة، أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2016، والذي راح ضحيته اكثر من 60 قتيل و 40 جريح، إضافة إلى استهداف سجن الشرطة العسكرية بصنعاء في 19 أبريل/نيسان 2018؛ مما أدى إلى مقتل أكثر من 50 سجينًا”.
إضافة إلى قصف سجن كلية المجتمع في ذمار في 19 أبريل/نيسان 2019، والذي قُتل فيه أكثر من 50 سجينًا وأصيب 100 آخرين.
وتشهد اليمن حربًا مستمرة منذ سبعة أعوام بين الحكومة اليمنية والحوثيين، أدت إلى مقتل377 ألف شخص منذ بدء النزاع قبل نحو 7 سنوات، وخسارة اقتصاد البلاد لنحو 126 مليار دولار.
حيث يحتاج أكثر من 80 % من سكان اليمن البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية في ما تصفه الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.