تحقيق – معاذ صالح

أثار التفجير الإرهابي بسيارة مفخخة بالقرب من مطار عدن الدولي، مساء السبت الماضي، الذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال، الكثير من التساؤلات حول الهدف الحقيقي من وراء التفجير وعملية خلط الأوراق.

تأتي هذه التساؤلات عقب يوم من مغادرة بعثة الاتحاد الأوروبي التي زارت العاصمة المؤقتة عدن والتقت رئيس الوزراء وعدد من المكونات السياسية في مساعٍ لحلحلة الأزمة القائمة بين الأطراف المتنازعة وتقريب الرؤى.

والملاحظ أن تفجيرا آخر استهدف قبل أسابيع موكب محافظ عدن أحمد لملس ووزير الزراعة أسفر عن مقتل ستة وإصابة آخرين، جاء أيضا عقب ثلاثة أيام من مغادرة المبعوث الأممي الجديد عدن.

ولاقى العمل العمل الإرهابي السبت إدانات واسعة محلية وإقليمية ودولية.


ولكن ظلت التساؤلات حول الجهات المسؤولة عن التفجيرات في عدن وكواليس أهدافها والغاية من زعزعة الأمن في المدينة؟.

حرف مسار التحولات

يقول الصحفي والمحلل السياسي، قيس الشاعر، لـ “المشاهد” إن التفجير الإرهابي أمام مطار عدن الذي جاء بعد زيارة بعثة الاتحاد الأوروبي لعدن وقبله استهداف محافظ عدن وزير الزرعة والثروة السمكية بُعيد زيارة المبعوث الأممي لعدن الهدف من هذه الأعمال الارهابية يأتي بهدف “حرف مسار التحولات في المواقف الدولية وإظهار عدن كمدينة غير آمنة”.

ويضيف الشاعر: “كل المؤشرات تؤكد أن الهدف كان تشويه سمعة المجلس الانتقالي الجنوبي، وأن الأيام المقبلة سيحظى المجلس باهتمام المجتمع الدولي، وسيصبح الطرف الذي يعول عليه في الحفاظ على الأمن والمصالح الدولية.

معتبرا أن التفجيرين جاءاولرفع مؤشر مستوى الخطر الأمني، بحيث تتغير وجهة نظر البعثات الدولية وتصنف المدينة على أنها غير آمنة”.

تغطية لجرائم الحوثي

من جانبه قال الصحفي مازن عبدالله لـ “المشاهد” إن العملية الإرهابية في حي خورمكسر بالعاصمة المؤقتة عدن وقبلها عملية في حي التواهي التي استهدفت محافظ عدن كل ذلك “مخطط للتغطية على جرائم الحرب الحوثية، وإيصال رسائل خاطئة للعالم بخصوص ما يبثه الحوثي من مغالطات عن حربه مع الإرهاب في المناطق المحررة”.

رسائل خطيرة

الأستاذ فؤاد راشد، رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، أوضح أن التفحير الإرهابي، السبت، وقبله بأيام عملية إرهابية استهدفت موكب محافظ عدن ووزير الزراعة “يحملان رسائل سياسية متعددة وخطيرة”.

مضيفا لـ “المشاهد“: “الرحلة باليمنية كان فيها القائد العسكري ثابت جواس، وقد تكون جماعة الحوثي هي من وضعت التفخيخ بقصد استهدافه على اعتبار أنه من القيادات العسكرية الكبيرة والبارزة، وأيضا متهم بقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي”.

قوى لا تريد الخير

الأكاديمي والناشط السياسي الدكتور باسم جلال رأى من جهته أن من يقف خلف هذه الأعمال الإرهابية لا يريد لليمن الاستقرار، ولا دخل للإرهاب “القاعدة أو داعش” فيها، فهم عندهم الجرأة أي داعش والقاعدة الإعلان عن عملياتهم، لكن الحاصل أن وراءها قوى ليست من مصلحتها استقرار اليمن؛ ليتم استمرار عملية النهب المنظم في ظل غياب الدولة.

إرهاب سياسي

العميد عبدالقوي باعش، مدير عام التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، اعتبر العملية الارهابية عند مدخل مطار عدن الدولي في مدينة خورمكسر بأنها “إرهاب سياسي بامتياز”.

مضيفا في تصريح صحفي لـ”المشاهد“: “إن هذا العمل الإجرامي الذي جاء بعد يومين من مغادرة بعثة الاتحاد الأوروبي عدن وقبله التفجير الإرهابي الذي استهدف محافظ عدن ووزير الزراعة والذي حدث بعد أيام قليلة من مغادرة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن لمدينة عدن.

لهذا فإن التفجيرين يحملان رسائل واضحة بأن عدن ليست آمنة وبالتالي لا تصلح لأي شكل من أشكال الاستقرار”.

ووجه العميد باعش أصابع الاتهام لجماعة الحوثي في تنفيذ العمليتين المتزامنتين مع زيارة البعثات الدولية لعدن.. مؤكدا أن الحوثي هو المستفيد الوحيد من التناقضات السياسية الحاصلة، “إضافة إلى التباينات والخلافات الموجودة بين شركاء اتفاق الرياض”.

لافتا إلى أن ما يحدث من عمليات إرهابية في عدن “نتيجة لعدم توحيد الأجهزة الأمنية وتوحيد قرارها ووضع غرفة عمليات مشتركة تديرها وزارة الداخلية”.

مؤكداً في ختام حديثه أن توحيد الأجهزة الأمنية “لن يحصل نتيجة للخلافات الموجودة بين طرفي اتفاق الرياض”.

حرب المفخخات

وفي السياق، قال الصحفي المحلل السياسي صالح أبو عوذل، رئيس تحرير موقع “اليوم الثامن” إن “هناك صراع سياسي واضح بين قوى سياسية يمنية وأخرى جنوبية تريد استعادة دولة الجنوب السابقة، على هذا الأساس يمكن البناء على معرفة من هي الجهة التي تقف خلف هذه العمليات الإرهابية”.

وأضاف أبو عوذل في حديث صحفي لـ “المشاهد“: “بمعنى أدق يمكن معرفة من هم المستهدفون في هذه العمليات، يتضح أنهم سياسيون جنوبيون يطالبون بالاستقلال عن صنعاء، لأن هذه العمليات لا تستهدف الوحدويين على الإطلاق.

ويضيف: لذلك خصوم الانتقالي اليوم هم من يقف وراء هذه الهجمات الإرهابية، وهو ما يمكن الإشارة إليه في تصريحات وبيانات الانتقالي التي تشير في العادة إلى الفاعل أو المتورط في هذه الهجمات”.

واختتم رئيس تحرير “اليوم الثامن” حديثه بالقول: “يمكن وضع هذه الهجمات في إطار حرب عسكرية واضحة تشن على الجنوب من قوى سياسية يمنية يمكن تسميتها بـ “القوى الحوثية والإخوانية”، حد وصفه.

فهذه الأطراف تعادي المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية جنوبية، بشكل صريح وواضح، فلا يمكن إخراج هذه النوع من الحرب “حرب المفخخات”، عن سياق الحروب التي تدور رحاها في أبين والضالع وكرش وشبوة ووادي حضرموت وغيرها من المدن الجنوب”.

جماعة الحوثي

الصحفي والناشط السياسي محمد الحنشي من جانبه قال لـ “المشاهد“: “أعتقد شخصياً وبالإضافة لمعلومات أمنية سابقة أن معظم العمليات الإرهابية في العاصمة عدن تقف خلفها جماعة الحوثي”.

وأضاف: “ترى جماعة الحوثي أن الاضطرابات الأمنية في العاصمة عدن وإظهار المدينة بغير المستقرة يصب في مصلحتها من خلال تقديم نفسها بالطرف الوحيد القادر على إقامة دولة وتأمين المواطنين، والأهم من ذلك تأمين البعثات الأممية والوفود الدولية”.

وأوضح الحنشي أن “كافة العمليات التي وقعت
في عدن تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان المليشيات الحوثية تقف خلفها، فهي تريد ان تقول للعالم هؤلاء لا يستطيعون إدارة وتأمين عاصمتهم، وعليكم أن تتعاملوا معنا.. والمؤسف أن الفشل الأمني في المدينة جاء في مصلحة المليشيات الحوثية”.

واختتم الصحفي والناشط السياسي محمد الحنشي تصريحه قائلاً: “كذلك هذه العمليات -خصوصاً استهداف المطار- تحاول المليشيات من خلالها ضرب المنافذ الهامة لتبدو للعالم بأنها غير منافذ غير آمنة، وهي تسعى بكل جهدها لإعادة افتتاح مطار صنعاء ومنافذ بحرية بحجة عدم الأمان في المنافذ الواقعة تحت سيطرة الحكومة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.