مأرب – صلاح بن غالب

أثارت زيارة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة باليمن، السيد ديفيد غريسلي، إلى مديرية العبدية، جنوب محافظة مأرب (شمال شرق اليمن)، برفقة قيادات حوثية، موجة من الاستياء والغضب الرسمي والشعبي.

فالمديرية العبدية التي ظلت محاصرة لأكثر من شهر من قبل جماعة الحوثي؛ تعرضت لمأساة إنسانية ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية خلال تلك الفترة، قبل أن يسيطر عليها الحوثيون منتصف أكتوبر/تشرين أول الجاري.

أول ردود الفعل على زيارة المسئول الأممي برفقة قيادات حوثية صدرت عن الحكومة اليمنية في اجتماعها أمس السبت، أعربت فيه عن استيائها الشديد من زيارة غريسلي.

وأكدت الحكومة أن الزيارة تم توظيفها لتبييض جرائم الحوثيين ضد المدنيين بالمديرية، التي ظلت ترزح لأسابيع تحت الحصار والتجويع والقصف دون أن يحرك المجتمع الدولي أي ساكن.

وجددت الحكومة أسفها من المواقف الأممية المتخاذلة في التعاطي مع الانتهاكات الإنسانية، وعدم تفعيل أدوات المحاسبة لمرتكبي تلك الجرائم بحق المدنيين في محافظة مأرب.

وأضافت أن الصمت المبطق من قبل الهيئات والمنظمات الأممية تجاه تلك الجرائم سيشجع الحوثيين في التمادي على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين والمناوئين للجماعة، وقصف المدن بالصواريخ الباليستية والمحرمة دوليا.

وفي ذات السياق، قال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة شؤون النازحين بمديرية العبدية بمأرب صلاح الجعملي، لـ “المشاهد” إن زيارة المسؤول الأممي للمديرية برفقة قيادات حوثية يؤكد انحياز الأمم المتحدة ووقوفها مع الجلاد ضد الضحية.

وأضاف: “بُحَّت أصواتنا ونحن ننادي الضمير الانساني العالمي خلال فترة الحصار المطبق على العبدية، لكن لم نجد أي إستجابة”.

لافتا أن ما قيل عن توزيع مساعدات غذائية وإنسانية للمواطنين في العبدية أثناء زيارة المسؤول الأممي مع القيادات الحوثية مجرد مسرحية لذر الرماد على العيون، وهو كلام عارٍ من الصحة.

وكشف الجعملي عن أن ما تم توزيعه من السلل الغذائية كمساعدات طارئة هي بالأساس مساعدات مقدمة من برنامج الغذاء العالمي WFP كانت توزع شهرياً كباقي مديريات المحافظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.