المهرة – عماد باحميش
تكررت الأخطاء الطبية في عدد من مستشفيات محافظة المهرة (شرق اليمن)، بشكل كبير في الأونة الأخيرة، بحسب مواطنين.
وتحدث غير واحد من مواطني المهرة عن تركز الأخطاء الطبية في قسم النساء والولادة بمستشفى الغيضة المركزي، وبحوادث تفصيلية تتكرر مرارا.
وذكر الناشط إبراهيم سيدون، من أبناء المحافظة عن أخطاء مثل نسيان قطع القماش الطبي “الضمادات” داخل أحشاء النساء الحوامل؛ مما يتسبب بتداعيات سلبية على المرضى، خاصة بعد العمليات القيصرية.
بالإضافة إلى ما قد تتسبب به هذه القطع القماشية من أمراض خطيرة؛ نتيجة تلوثها بالدماء.
وقال بن سيدون ل “المشاهد” إن أكثر من (5) حالات رصدت بشكل شخصي من قبله، تم فيها نسيان قطع القماش وسط أحشاء النساء أثناء العمليات القيصرية؛ نتيجة تسرع بعض الأطباء في إجراء العملية وإنهاءها في وقت مبكر، للانتقال إلى عملية أخرى.
معتبرا أن التسرع لتحقيق ربح مادي هو ما يؤدي إلى أخطاء طبية كبيرة، موضحاً أن ارتفاع معدلات العمليات القيصرية في محافظة المهرة يصل إلى أكثر من (40%).
وأكد بن سيدون أن هذه نسبة كبيرة حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، التي تشير أن معدل العمليات في حال زيادته عن (15%) فإنه لابد من تدخل لإيجاد سبب المشكلة، إلا أن الأوضاع التي تمر بها البلاد من حروب وأزمات أدت الى انعدام الرقابة والمحاسبة.
وأضاف أن مثل هذه الأخطاء الطبية تؤدي لحرمان الكثير من الأسر من حلم الأمومة، ناهيك عن الحالة النفسية التي يمرون بها إثر الخسائر مادية خلال فترة علاجهم.
مستغربا من تهاون إدارة المستشفى تجاه هذه القضية رغم إبلاغها بذلك إلا أنها حاولت التستر عليها، ودفع تعويضات بشرط عدم نشر هذه القضايا إلى الرأي العام، بدلاً من تحويل أولئك الأطباء إلى التحقيق ومحاسبتهم حسب القانون؛ جراء إهمالهم وعدم اكتراثهم لأرواح البشر والقيم الإنسانية.
المدير الفني بمستشفى الغيضة المركزي الدكتور سالم عيسى القميري رد على تلك الاتهامات، موضحا أن كل ما قيل عن قسم الطوارئ التوليدية، وهو أحد أهم الأقسام في مستشفى الغيضة المركزي، فيه شئ من “التهجم”، رغم عدم ادعاء إدارة المستشفى للكمال، حد قوله.
وقال القميري ل “المشاهد” إن الأخطاء الطبية ورادة، وتحدث في أكبر المستشفيات في أنحاء العالم، معتبرا أي تنبيه من قبل المواطنين والناشطين وارد ومطلوب لإدارة المستشفى من أجل المتابعة والتحقق وتقييم الطاقم الطبي.
وبخصوص ما ورد أن نسبة العمليات القيصرية في المستشفى تفوق المعايير العلمية والعالمية، أفاد الدكتور القميري أنه تم في وقت سابق تكليف ذوي الاختصاص للاطلاع على سجلات العمليات التي تجرى، وقد أثبتوا لنا أن المعايير طبيعية والنسب ومقبولة.
وبرر في رده أن معظم المواطنين في محافظة المهرة يختارون إجراء العمليات القيصرية؛ كون اأغلب النساء والمرافقين لا يقبلون لزوجاتهم وأخواتهم الصبر على ألم الولادة؛ مما يجعلهم يطالبون الطبيب المختص بإلحاح شديد بإجراء العملية.
وأضاف القميري أن ذلك يتم رغم أن الاختصاصيين لا يقبلوا إجراء العمليات إلا في الحالات التي تستدعي ذلك، إلا أن الاستعجال في استدعاء الطبيب المختص لإجراء العملية أصبح مشكلة يومية من قبل المواطنين بحجة المريضة تعبت من الألم، والكل يعلم مدى ألم الولادة، وما له من أثر وتبعات أثناء الولادة نفسها.
وفي ذات السياق، اتخذ مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بالمحافظة قرارا يقضي بتشكيل لجنة تحقيق من المختصين لمعرفة صحة ما نشر عن الموضوع وأسباب تلك الأخطاء الطبية لاتخاذ الاجراءات القانونية بحق الأطباء المذنبين انطلاقا من أن حياة المواطنين مسؤولية الجميع.