مأرب – محمد عبدالله
توالت الإدانات الدولية والحقوقية عقب الهجوم الصاروخي الذي استهدف حيًا سكنيًا في محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن) مساء الأحد، وخلّف عشرات القتلى والجرحى.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، اتهم يوم الأحد، جماعة الحوثي بشن قصف بثلاثة صواريخ باليستية على حي الروضة شمال مدينة مأرب عاصمة المحافظة؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة 35 مدنيًا بينهم أطفال ونساء.
ولاحقًا أعلن مكتب الصحة في مأرب ارتفاع حصيلة ضحايا القصف إلى 4 قتلى و32 جريحًا.
كما تضرر نتيجة القصف 12 منزلا، بينهم 4 منازل تضررت كليا، إلى جانب تدمير 8 سيارات تابعة للمواطنين في حي الروضة، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
ومنذ بداية فبراير/ شباط الماضي، يشن الحوثيون هجومًا واسعًا على محافظة مأرب الغنية بالنفط سعيا للسيطرة على آخر معاقل الحكومة شمالي البلاد، وكانوا قصفوا مرارا مدينة مأرب بالصواريخ الباليستية.
ولم يصدر بعد أي تعليق من جماعة الحوثي حول القصف الأخير على المدينة التي تضم قرابة مليوني نازح.
السفارة الأمريكية في اليمن، أدانت ما وصفته بـ “الهجوم الحوثي المروع” على مأرب.
وقالت القائمة بأعمال السفير الأمريكي كاثي ويستلي، في تغريدة نشرتها السفارة على حسابها في تويتر إن “الحوثيون يؤكدون همجيتهم بمثل هذه الهجمات”.
ودعت ويستلي جماعة الحوثي إلى التخلي عن “هذا العدوان (…) والسعي إلى حل سلمي للصراع”.
كما دانت السفارة البريطانية لدى اليمن الهجوم، وقالت في بيان مقتضب، اطلع عليه “المشاهد”، إنه “يجب أن يتوقف هذا الصراع الوحشي الذي لا يستحق أرواح القتلى والجرحى الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال اليمنيين”.
ودعت جميع أطراف الصراع إلى المشاركة في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن.
بدوره، قال تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان، إن “الهجمات على المدنيين ومن بينهم الأطفال تعتبر خرقا للقانون الإنساني الدولي”.
وأضاف شيبان أن “هذا أكبر عدد من الأطفال تم الإبلاغ عن مقتلهم أو إصابتهم بجراح في المنطقة خلال شهور من القتال العنيف في المدينة وحولها”.
وشدد على أهمية “الحفاظ على أرواح الأطفال في كافة الأوقات وتحديدا أثناء النزاع”.
من جهتها، أعربت منظمة أطباء بلا حدود، عن قلقها البالغ إزاء تأثير الاشتباكات الأخيرة في محافظة مأرب على المدنيين.
واعتبر ألن مورفي منسق مشروع أطباء بلا حدود في مأرب، الهجمات الصاروخية بأنها “مثالا أخر على الأثار المروعة للنزاع بالنسبة لسكان اليمن”.
وقال مورفي في بيان وصل “المشاهد” نسخة منه، إن مأرب تشهد موجة جديدة من الصراع المكثف على المدينة ومحيطها.
وأشار إلى أن مستشفى مأرب العام استقبل على مدى الأسبوعين الماضيين المئات من جرحى الحرب بينهم مدنيين.
وحث مورفي الأطراف المتحاربة بشدة على تجنب وقوع أي إصابات أو وفيات بين المدنيين خلال الاشتباكات الجارية في مأرب وكذلك في المستقبل.
وتشير تقارير منظمات محلية إلى أن أكثر من ألفي شخصًا قتلوا واصيبوا في قصف للحوثيين على مأرب خلال الأعوام الستة الماضية.
وقال تقرير حديث لتحالف رصد (حقوقي غير حكومي) إنه وثق منذ أواخر عام 2014 وحتى يونيو الماضي، مقتل واصابة (2032) شخص بينهم (294) طفل و(132) امرأة و (104) مسن وذلك من خلال الاستهداف المتعمد لجماعة الحوثي للأحياء المأهولة بالسكان ومخيمات النازحين وعدد من الأعيان المدنية بالقصف الصاروخي والمدفعي، بحسب التقرير.
ودخلت الحرب في اليمن عامها السابع، بين القوات الحكومية المدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية من جهة، وبين المسلحين الحوثيين من جهة أخرى.
وأوقعت الحرب عشرات الآلاف من القتلى والجرحى منذ بدء عمليات التحالف في 26 آذار/مارس 2015، بحسب منظمة الصحة العالمية وتسببت في انهيار اقتصادي تام، وتدمير جزء كبير من البنية التحتية، وصناعة ما توصف بأنها أكبر أزمة انسانية في العالم.