مأرب – محمد عبدالله:
تتواصل المعارك بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، بالتزامن مع دعوات دولية للتهدئة ووقف القتال.
وقال مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الثالثة لـ”المشاهد”، إن معارك عنيفة تدور لليوم الخامس على التوالي، مع استمرار شن الحوثيين هجمات على مواقع القوات الحكومية في جبهات جنوب وغرب مأرب.
وأوضح أن المواجهات تركزت في منطقة رحبة جنوبي مأرب، وكذلك جبهتي الكسارة والمشجح غربي المحافظة.
وأضاف أن هجوم الحوثيين جاء بعد التقدم الذي حققته القوات الحكومية خلال الأيام القليلة الماضية.
والثلاثاء الماضي، أعلنت القوات الحكومية استعادة منطقة ملبودة الاستراتيجية، وهي مجموعة من التباب الحاكمة في منطقة الكسارة غرب مأرب.
في غضون ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي فجر الخميس، ثلاث غارات استهدفت تعزيزات للحوثيين في مفرق هيلان غربي مأرب.
وأوضح المصدر أن الغارات أسفرت عن تدمير آليات عسكرية للحوثيين ومقتل وإصابة عدد من العناصر التي كانوا على متنها.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت الأربعاء، أن التحالف شن 39 غارة جوية على مديريات صرواح ورحبة ومدغل في مأرب.
وبحسب المصدر، فإنّ المعارك التي تراجعت حدّتها بشكل كبير في شهر أغسطس الماضي، عادت لتستعر من جديد هذا الأسبوع إثر هجوم شنه مسلحو جماعة الحوثيين على مواقع القوات الحكومية من عدة محاور.
وهذا الأسبوع صعّد الحوثيون هجماتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية باتجاه السعودية.
وتأتي المعارك الجديدة قبل أيام من تسلم المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ مهامه في البلد الذي يشهد حربًا منذ سبعة أعوام.
وبالتزامن مع التصعيد العسكري في اليمن، برزت دعوات دولية مطالبة بوقف القتال والانخراط في الحوار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وأدان المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، بيتر ستانو “الهجمات الخطيرة التي تتبناها جماعة الحوثي ضد المؤسسات في السعودية”.
وأفاد بيتر، خلال إحاطة إعلامية للمفوضية الأوروبية، بضرورة وقف هجمات الحوثيين على السعودية، وقال إنها تقوِّض حل الأزمة اليمنية، لأنَّ الحل الأمثل هو الحل السياسي فقط.
في السياق، أعربت رئيسة مجلس الأمن لشهر سبتمبر الحالي سفيرة إيرلندا في الأمم المتحدة، جيرالدين بيرن ناسون، عن القلق من التطورات والهجمات في محافظة مأرب.
وقالت ناسون في حوار مع صحيفة “العربي الجديد” اللندنية، نُشر اليوم الخميس، إن عوائق كبيرة حالت دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن، على الرغم من الجهود القيمة التي قام بها المبعوث السابق للأمم المتحدة مارتن غريفيث.
ومنذ 7 فبراير/ شباط الماضي، صعد الحوثيون هجماتهم في مأرب الغنية بالنفط، بهدف السيطرة على المدينة عاصمة المحافظة التي تعتبر المعقل الرئيس للقوات الحكومية شمال اليمن.
ويأتي احتدام القتال للسيطرة على مأرب بعد فشل جهود دبلوماسية مكثفة قامت عليها الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وقوى إقليمية، لتأمين وقف إطلاق النار في عموم اليمن.